22

ما الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي؟

24-01-2024

285

الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي


في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة، وتتزايد التحديات الصحية والجمالية، يأتي هذا المقال ليلقي الضوء على إحدى القضايا التي تشغل بال العديد من النساء، وهي تساقط الشعر.

نتعرف بشكل متخصص أسباب تساقط الشعر وأنواعه، ونقدم نصائح قيّمة وحلولاً فعّالة للحفاظ على جمال وصحة الشعر.

بماذا يتعلق معدل تساقط الشعر؟

تتكون فروة الرأس من مئات الآلاف الشعيرات، وكل شعرة لها فترة حياة تتراوح بين عامين وخمسة أعوام.

تُسمى المرحلة الأخيرة لدورة حياة الشعر مرحلة التساقط، إذ تكون الشعرة في حالة راحة وتستعد للانفصال عن فروة الرأس. تستمر هذه المرحلة لبضعة أسابيع قبل أن يبدأ الشعر بالنمو من جديد.

تُشير الدراسات أن النساء لديهن معدل تساقط الشعر 40٪ أكثر من الرجال يومياً، وهو أمر طبيعي، ولكن يتدخل فيه طرق تصفيفهن وتأثرهن السريع بالأحداث النفسية والتغيرات الهرمونية.

الجدير بالذكر أن تساقط الشعر يتعلق بعوامل متعددة أهمها: التغذية، والتوتر، وأنواع المستحضرات والشامبو، وأساليب التصفيف اليومية وغيرها.

الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي

يؤثر تساقط الشعر على فروة الرأس أو الجسم بأكمله، سواء كانت الحالة مؤقتة أو دائمة، وغالبًا ما يتوقف تساقط الشعر بشكل تلقائي إن لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك.

يتكيف الجسم عادة مع حالته أياً كانت، فإذا تعرض لحدث أدى إلى تساقط الشعر، قد يتوقف هذا التساقط في غضون ستة إلى تسعة أشهر، ويعود الشعر تدريجيًا إلى حالته الطبيعية بعد هذا التكيف.

الفارق الرئيسي بين الحالتين هو ملاحظتكِ لاختلاف مظهر وجمالية وكثافة شعركِ، وإذا كان قد تغير في الفترة الأخيرة، فإن هذا مؤشر أنه تساقط زائد عن الحد الطبيعي. 

تساقط الشعر الطبيعي

يُعد فقدان حوالي 100 شعرة يوميًا أمرًا طبيعيًا وذلك وفقًا للأكاديمية الأمريكية لأطباء الجلد، وللنساء ذوات الشعر الطويل، قد يكون بشكل ملحوظ أكثر من الرجال.

نتيجة لامتلاك الشخص لما يقرب من 100 ألف بصيلة شعر على فروة الرأس، يبقى فقدان 100 شعرة أمرًا غير ظاهر.

تساقط الشعر غير الطبيعي

يوجد عدة أنواع مختلفة للحالات غير الطبيعية لتساقط الشعر، وأبرزها:

  • تساقط الشعر المُتَنامِي  (Anagen effluvium): وهو ما يحدث بشكل شديد وواضح عندما يُوقف شيئاً ما نمو الشعر. 
  • تساقط الشعر الكربي (Telogen effluvium): وهو تساقط مفرط يحدث في حالة تعرض الجسم لأحداث معينة أو ضغوط نفسية.

من بين الأمثلة الشهيرة على تساقط الشعر الكربي، نجد حالة النساء اللواتي يعانين من تساقط مفرط للشعر بعد حوالي ثلاثة أشهر من تعرضهن للولادة. يعكس هذا الوضع عدم تأثير المرحلة على الجسم مباشرةً.

أسباب تساقط الشعر غير الطبيعي

يختلف السبب بناء على نوع التساقط الحاصل. إذا كان تساقط الشعر الكربي، فإن أسبابه تتمثل عادة في:

  • فقدان الوزن الكبير والمفاجئ: عند خسارة الجسم للوزن بشكل كبير، يفقد الشعر موارده الغذائية الأساسية، مما يؤدي إلى تساقطه.
  • الحمل والإجهاد: يمكن أن يؤدي إجهاد الجسم خلال الحمل أو الرضاعة والتوتر المرافق لهذه الفترة إلى تساقط الشعر، بالإضافة إلى نقص التغذية والاضطرابات الهرمونية.
  • التوتر الزائد والصدمات النفسية يمكن أن يسببا تساقط الشعر المفرط أيضاً.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم نتيجة لحالات التهاب شديدة أو مزمنة، ما يظهر على شكل تساقط الشعر بشكل مفاجئ وشديد.
  • التغييرات الهرمونية المفاجئة، مثلما يحدث عند التوقف عن استخدام حبوب منع الحمل.
  • بعض الأدوية والمعالجات، مثل العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، والعمليات الجراحية يمكن أن تسبب تساقط الشعر الشديد.

أما في حال كان تساقط الشعر المُتَنامِي، فتتمثل أسبابه عادةً في:

  • التساقط الوراثي: يظهر عند بعض الرجال بشكل ملحوظ، ويشهدون تراجعًا في خط الشعر، أما النساء فيلاحظون انخفاضاً في كثافة الشعر تدريجيًا.
  • تسريحات الشعر التي تسبب ضعف في بصيلات الشعر، مثل الشد الزائد أو التسريح الكثيف، يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر.
  • الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمامية، إذ يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر ويسبب تساقطه.
  • منتجات العناية بالشعر القاسية، والغسيل المفرط للشعر، واستخدام الصبغة والتصفيف بالحرارة يمكن أن يؤثر أيضًا على كمية تساقط الشعر على المدى الطويل.
  • هوس نتف الشعر الذي يمكن أن يتسبب في تلف البصيلات وتساقطه الشديد.

فهم هذه الأسباب يمكن أن يساعدك على اتخاذ الخطوات الصحيحة نحو العناية بشعرك والحفاظ على صحته.

متى يكون تساقط الشعر مثيرًا للقلق؟

غالبًا لا يكون تساقط الشعر مصدر قلق، ولكن في بعض الحالات، يُشير إلى حالة صحية، مثل: الأنيميا أو قصور الغدة الدرقية وغيرها.

ينصحكِ أطباء عيادتنا بالتوجه وطلب الاستشارة إذا رافق تساقط الشعر أحد الأعراض التالية:

  • فقدان الرموش أو شعر الحاجب؛ إذ قد يشير ذلك إلى داء الثعلبة المناعي الذاتي.
  • الحكة والطفح الجلدي؛ يمكن أن يكون مؤشر على أمراض المناعة الذاتية، مثل: مرض الذئبة الحمراء.
  • آلام العضلات المستمرة؛ إذا كانت هذه الأعراض تتزامن مع التعب وتساقط الشعر، قد تشير إلى قصور الغدة الدرقية واحتمالية الاختلال الهرموني.
  • التعب المستمر؛ يُشير تساقط الشعر المصاحب للخمول إلى سوء التغذية أو نقص العناصر الغذائية.
  • تكسّر الأظافر وضعفها؛ يمكن أن تكون علامة على نقص الحديد، خاصةً في حالات الأنيميا.

تحاليل تساقط الشعر والاختبارات في عيادات الشاكرين

يمكن أن تساعد تحاليل عينة الدم في معرفة سبب تساقط الشعر، وتشمل أهمها:

  • فحص مستويات الفيريتين، وهو بروتين يشير إلى كمية الحديد المخزنة في الجسم. 
  • الفحوصات الهرمونية، مثل: DHEA، والتستوستيرون، والأندروستينيديون، والبرولاكتين، وهرمونات الغدة الدرقية ( T3، T4، TSH). 
  • مستويات الفيتامينات والمعادن.

كما يُشخِّص الأطباء حالات تساقط الشعر من خلال عدة اختبارات، منها:

  • اختبار السحب (Pull Test): وهو اختبار يُقيس شدة تساقط الشعر بشكل بسيط عن طريق سحب أو شد خفيف لما يقرب إلى 40 خصلة من الشعر، وفي حال تجاوز عدد الخصلات المتساقطة الست خصلات، فذلك يُعد مؤشراً لوجود تساقط نشط يجب معرفة سببه.
  • اختبار البطاقة (Card Test): يُقسم الشعر ويُضاف بطاقة ملونة مغطاة باللباد إليه لفحص ظهور الشعر الجديد والشعيرات المتكسرة أو الضعيفة.
  • تحليل ثلاثي الأبعاد (Trichometric Analysis): تُحلل فروة الرأس والشعر بواسطة كاميرا خاصة وتُعرض النتائج على شاشة الكمبيوتر التي تسطيع تكبير حجم الصورة لحد مئة ضعف، ما يجعل الأطباء يقدرون مدى صحة الشعر وفروة الرأس.

علاج تساقط الشعر

هناك العديد من الطرق لعلاج تساقط الشعر، ويعتمد اختيار الطريقة على تشخيص الطبيب وحالة الشعر والتاريخ الطبي.

يمكن أن تشمل الطرق، استخدام بخاخات المينوكسيديل الموضعية، بالإضافة إلى تحسين نمط الحياة والتغذية الصحية للمحافظة على صحة الشعر.

أما عن الطرق الأخرى فهي تتمثل في:

  • العلاج بالستيروئيدات التي تُطبق أو تُحقن مباشرة في مناطق الصلع أو الفراغات الواضحة، مما يعزز نمو الشعر.
  • العلاج بالضوء، وهو إجراء يستخدم الطبيب للأشعة فوق البنفسجية؛ لتحفيز نمو الشعر على فروة الرأس.
  • زراعة الشعر، وهو إجراء ينطوي  على نقل الشعر من المناطق الكثيفة والمليئة بالشعر إلى المناطق المتضررة، وغالباً ما يُستخدم في حالات الصلع المتقدمة.
  • العلاج المناعي التلامسي: يشمل استخدام مادة مهيجة لفروة الرأس، مثل diphencyprone DPCP لتحفيز نمو الشعر عبر استفزاز الجهاز المناعي وظهور رد الفعل التحسسي.
  • حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، مثل بلازما ماجلان. 

تقنية a cell 

يُدرس العلاج بالخلايا الجذعية كعلاج محتمل لتساقط الشعر، بما في ذلك الصلع الذكوري وأشكال أخرى من التساقط، مثل: الثعلبة. 

إن تقنية A cell هي علاج غير جراحي بسيط يمكن إجراؤه لكل من الذكور والإناث الذين يعانون من تساقط الشعر ويتضمن حقن الخلايا الجذعية والبلازما الغنية بالصفائح الدموية.

يمكن الحصول على الخلايا الجذعية من طبقة الدهون الموجودة أسفل الجلد وحقنها في مناطق الشعر الخفيف للمساعدة في تجديد بصيلات الشعر وتحفيز نمو الشعر. 

الميزوثيرابي

الميزوثيرابي هو علاج غير جراحي لتساقط الشعر يتضمن حقن محلول غني بالمغذيات يحتوي على الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية لنمو الشعر مباشرة في فروة الرأس.

وُجد أن هذا العلاج فعال في تعزيز نمو الشعر، وتقليل تساقطه، وتحسين الجودة العامة لمظهره وكثافته، كما يمكن استخدام الميزوثيرابي مع علاجات أخرى لتعزيز الفعالية.

ومع ذلك، فإن فعالية الميزوثيرابي لعلاج تساقط الشعر لا تزال مثيرة للجدل بسبب عدم وجود تجارب سريرية مُثبتة بشكل كافٍ.

في ختام هذا المقال، نأمل أن تكون الرحلة التي قمنا بها معًا قد أضاءت لكِ مفاتيح الفهم والعناية الشاملة حول قضية تساقط الشعر. نحن على يقين بأن صحة الشعر تمثل جزءًا لا يتجزأ من جمال وثقة المرأة. لذلك، ندعوكِ إلى متابعتنا باستمرار لفهم جميع سُبل العناية بالشعر والبشرة، بشكل مستمر وفعّال.

احجزي موعدكِ الآن مع نخبة أطباء الجلدية والتجميل في عيادات الشاكرين

الاسئلة الشائعة

  • الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي وغير الطبيعي
    يؤثر تساقط الشعر على فروة الرأس أو الجسم بأكمله، سواء كانت الحالة مؤقتة أو دائمة، وغالبًا ما يتوقف تساقط الشعر بشكل تلقائي إن لم يكن هناك سبب مرضي يمنع ذلك.يتكيف الجسم عادة مع حالته أياً كانت، فإذا تعرض لحدث أدى إلى تساقط الشعر، قد يتوقف هذا التساقط في غضون ستة إلى تسعة أشهر، ويعود الشعر تدريجيًا إلى حالته الطبيعية بعد هذا التكيف.الفارق الرئيسي بين الحالتين هو ملاحظتكِ لاختلاف مظهر وجمالية وكثافة شعركِ، وإذا كان قد تغير في الفترة الأخيرة، فإن هذا مؤشر أنه تساقط زائد عن الحد الطبيعي. 

حجز موعد ؟